الاستثمار العقاري في تركيا .. بين المخاطر والمزايا

الاستثمار العقاري في تركيا هو خطوة شجاعة وصحيحة لتحقيق ربح مزدهر وطويل الأمد، ولكن هل لهذا الاستثمار مخاطر؟ وما هي مقارنة مع مزاياه؟

سنجيب عن هذه التّساؤلات بشرح وافٍ في مقالنا، وذلك ليكون المستثمر على بيّنة ونور ممّا هو مقدم عليه ويحسب خطواته بشكلها الصّحيح.

بداية لنقوم بتعريف العقار ومفهومه بشكل دقيق، العقار هو كلّ شيء ثابت يشكّل أصلاً أو مستقرّاً، ويكون غير قابل للانتقال من مكان لآخر، مثال ذلك الأراضي والمباني بما فيها من شقق أو مكاتب أو مصانع وغيرها ممّا هو قابل للسّكن أو لإنشاء نشاط تجاري أو خدمي أو صناعي.

ولنكون إيجابيّين وننظر إلى القسم الممتلئ من الكأس سنتحدّث عن المزايا المشجّعة على الاستثمار العقاري في تركيا أوّلاً.

مزايا الاستثمار العقاري في تركيا

إذا كنت قد اخترت تركيا لتكون أرض استثمارك العقاري الخصبة فهذا خيار صحيح، وإليك ما يشجّعك على قرارك:

سهولة التّملّك للأجانب

تتجّه الحكومة التّركيّة إلى تقديم تسهيلات قانونيّة كبيرة للمستثمرين الأجانب على أرضها تشجيعاً منها لهم على بدء استثماراتهم.

ومن ذلك سهولة تملّك عقار فيها إذ يحقّ لمعظم الأجانب من غالبيّة الجنسيّات تملّك عقار في تركيا، كما تمنح صاحب العقار الجنسيّة التّركيّة في حال كان ثمن العقار 250 ألف دولار أمريكي وما فوق.

أسعار العقارات المناسبة

بمقارنة تركيا مع بقيّة دول الجوار وأوربا نجد أنّها تقدّم الأسعار الأنسب للعقارات، مترافقة مع جودة وفخامة في الإنشاء وحداثة التّصاميم.

ويعود ذلك إلى وفرة المشاريع العقاريّة وكثرة الطّلب عليها في عموم المدن التّركيّة.

وجود عائد استثماري

إلى حدّ كبير يضمن الاستثمار العقاري عائداً شهريّاً لصاحبه، وذلك بسبب عمليّات التّأجير المطلوبة بكثرة، وخاصّة إذا كان العقار جديداً وفي منطقة حيويّة.

تنّوع العمل العقاري

لا يقتصر الاستثمار العقاري على الشّقق فقط، فهناك الفلل والأراضي والمكاتب التّجاريّة ومقرّات الشّركات وغيرها.

أضف إلى ذلك وفرة المشاريع الحديثة ووفرة شركات الإنشاءات الّتي تتنافس لتقديم أفضل المشاريع بجودة بناء عالية والتزام في المواعيد.

ولكن هل المزايا هي كلّ شيء؟ أفلا توجد بعض العيوب والمخاطر في الاستثمار العقاري في تركيا؟

نعم.. هناك بعض العيوب والمخاطر في الاستثمار العقاري في تركيا، وخاصّة إذا لم يحسن المستثمر دراسة خطواته بشكل جيّد أو التّعامل مع الجهات الصّحيحة لتسيير شؤون استثماره.

مخاطر وعيوب الاستثمار العقاري في تركيا

التّعرّض لعمليّة احتيال

وهذا يكون عند التّعامل مع جهة غير موثوقة لشراء عقار، فتقوم الجهة ببيع المستمثر عقاراً بسعر زائد بشكل مبالغ عن سعره الحقيقي بغرض الكسب.

وهناك العديد من هذه الجهات الّتي يجب الحذر منها، وفي عام 2019 صدر تعميم من قبل المديريّة العامّة للطّابو والسّجلّات العقارية التّابعة لوزارة البيئة والمدن يقضي بضرورة حصول الأجانب على تقرير التّقييم العقاري عند شراء عقار وهذا التّقرير تتوضّح فيه مواصفات العقار وسعره الحقيقي وبذلك تكون عمليّة النّصب والاحتيال قد تمّ الحدّ منها بشكل كبير.

تأثيرات سعر صرف الّليرة

تشهد الّليرة التّركيّة مؤخّراً انخفاضاً ملحوظاً في سعر الصّرف وهو أمر لا يرغبه المستثمرون كثيراً، فالمستثمر يبحث عن البيئة الآمنة لاستثماره.

ولكن في واقع الحال ورغم هذا الانخفاض فإنّ البلاد وخاصّة في فترة مواجهة وباء كورونا حافظت على جزء من نشاطها الاقتصادي وقد ارتفعت نسبة مبيع العقارات مقارنة بسنوات سابقة.

وسوق العقارات لم يشهد هذا التّأثّر الكبير في سعر الصّرف للّيرة التّركيّة بل بقي محافظاً على توسّعه وازدهاره.

الاختيار غير المناسب

من المخاطر المحتملة على الاستثمار العقاري في تركيا لأي مستثمر هو اختياره لعقار غير مناسب للاستثمار.

كأن يكون قديماً أو في منطقة نائية، أو غير محاط بخدمات كافية، وبعيد عن المواصلات وما إلى ذلك، فذلك بكلّ تأكيد سيؤثّر على عمليّة الاستثمار.

فعوامل اختيار المنطقة ونوع العقار وكونه حديثاً ومؤمّناً من ناحية المرافق الخدميّة والمواصلات تلعب دورها في زيادة فرص استثماره وتحقيقه للعائد المطلوب.

ورغم ما ذكرناه من مخاطر أو عيوب فيبقى الخيار الأفضل لفكرة الاستثمار العقاري أن يمون في تركيا، فالتّوجّهات والتّطلّعات والمشروعات التّنمويّة والبنية التّحتيّة مازالت في تطوّر مستمرّ.

*****